1. تعريف السمنة وزيادة الوزن
تُعرف السمنة بأنها حالة طبية تتميز بزيادة غير طبيعية في نسبة الدهون بالجسم، والتي تؤدي إلى مشكلات صحية متعددة. يتم تشخيص السمنة باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهو حساب يُجرى عبر تقسيم وزن الشخص بالكيلوجرام على مربع طوله بالمتر. يُعتبر الفرد مصاباً بالسمنة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم لديه 30 أو أعلى، بينما يُصنف الشخص على أنه يعاني من زيادة الوزن إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين 25 و29.9.
بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم، تستخدم طرق أخرى مثل قياسات محيط الخصر ونسبة الدهون إلى العضلات لتقييم السمنة. هذه المقاييس توفر معلومات إضافية حول توزيع الدهون في الجسم، حيث أن تراكم الدهون في مناطق معينة مثل البطن يمكن أن يكون أكثر ضرراً صحياً مقارنةً بتوزيع الدهون في مناطق أخرى.
2
. العوامل المساهمة في زيادة الوزن
تعتبر زيادة الوزن نتيجة لتفاعل معقد بين العوامل الجينية والبيئية والسلوكية. يمكن تقسيم العوامل المساهمة إلى عدة فئات رئيسية:
- العوامل الوراثية:
تلعب الجينات دوراً مهماً في تحديد كيفية تخزين الدهون في الجسم. الأبحاث أظهرت أن بعض الأفراد يمتلكون جينات تزيد من احتمالية اكتساب الوزن بسهولة. على سبيل المثال، التباين في جينات معينة مثل الجين "FTO" يمكن أن يؤثر على شهية الشخص وطريقة تخزين الدهون. ومع ذلك، ورغم أن الوراثة تلعب دوراً، إلا أن العوامل البيئية وسلوكيات نمط الحياة تظل مؤثرة بشكل كبير.
- العوامل الغذائية:
النظام الغذائي غير المتوازن يعد من الأسباب الرئيسية لزيادة الوزن. تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية، خاصة من الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، يساهم في تراكم الدهون بالجسم. الأطعمة المصنعة والمكررة، مثل الوجبات السريعة والمشروبات السكرية، تزيد من خطر الإصابة بالسمنة. بالإضافة إلى ذلك، تناول الوجبات الثقيلة في أوقات متأخرة من اليوم يمكن أن يؤثر على عمليات الأيض ويزيد من احتمالية زيادة الوزن.
- قلة النشاط البدني:
تعد قلة النشاط البدني من العوامل الرئيسية التي تسهم في زيادة الوزن. في العصر الحديث، يقضي الكثيرون وقتاً طويلاً في أنشطة لا تتطلب حركة بدنية، مثل العمل على الكمبيوتر أو مشاهدة التلفاز. النشاط البدني المنتظم يساعد في حرق السعرات الحرارية وتعزيز التوازن بين السعرات الحرارية التي يتم تناولها وتلك التي يتم حرقها.
العوامل النفسية:
- مرض السكري من النوع 2:
السمنة هي عامل خطر رئيسي لمرض السكري من النوع 2، حيث أن زيادة الوزن تؤدي إلى مقاومة الأنسولين. في هذه الحالة، يصبح الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل فعال، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. التحكم في الوزن يمكن أن يساعد في تحسين حساسية الأنسولين والحد من خطر الإصابة بالسكري.
- مشاكل التنفس:
الوزن الزائد يمكن أن يؤثر سلباً على الجهاز التنفسي. الأفراد الذين يعانون من السمنة قد يواجهون صعوبة في التنفس، خاصة أثناء النوم، حيث يمكن أن يؤدي تراكم الدهون حول الصدر والرقبة إلى انقطاع النفس أثناء النوم. هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية إضافية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
- مشاكل المفاصل:
الوزن الزائد يضع ضغطاً إضافياً على المفاصل، وخاصة مفاصل الركبة والورك. هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى التهاب المفاصل وألم شديد، مما يؤثر على القدرة على الحركة والنشاط البدني.